يرجع استخدام الأحبار الى سنة 2500 قبل الميلاد، حيث استخدم المصريون والصينيون الأحبار في الكتابة والرسوم. وقد شهد القرن التاسع عشر مولد عدد كبير من صناع الأحبار المتخصصين ويعزى ذلك بشكل جزئي الى ان الطحن اليدوي قد تم استبداله بالطواحين الدوارة ذات السيور الناقلة للحركة.
وفي عام 1850 م وحتى يومنا هذا اجتمعت عوامل كثيرة كان لها الأثر الكبير على تقنية صناعة الأحبار ،اذ أن الاختبار المحدود في المواد الخام المتاحة لصانعي الأحبار الأوائل قد تداخل مع تأسيس صناعة الصمغ والصبغات التي بنيت على اكتشاف البترول. وقد شهد عام 1924م استخدام TiO2 لأول مرة لما له من قدرة تبييضيه متميزة وماله من عتامة. وبعد ذلك بسنة قليلة وضعت صبغات الفتالو سنين معاير جديده لقوة الألوان والخواص التثبيتية.
ان هناك عدة آلاف من صُمُوغ المختلفة والمذيبات والصبغات متوفرة الآن لصنّاع الأحبار، ولم تعد صناعة أحبار الطباعة مقتصرة على مزج أسود الكربون وزيت بذر الكتان فحسب بل أصبحت صناعة علمية ينفق عليها الملايين، وتستجيب باستمرار للمطالب المتجددة. وفي عصرنا هذا أصبح بالأمكان نشر المعرفة على نطاق واسع، وأصبح نقل خبرة الماضي الى الأجيال المتعاقبة أمرا ممكنا “، وكل ذلك بفضل استخدام الأحبار مع الأوراق.
ان أحبار الطباعة عبارة عن طلاءات ملونة يجري استعمالها على سطح ما بواسطة طريقة ميكانيكية، وهناك طرق مختلفة من الطباعة. وبما أن هناك العديد من الطرق الطباعية، فان الأحبار يمكن أن تقسم حسب طريقة الطباعة المستخدمة: فهناك طريقة الأوفست وطريقة الطباعة بحروف بارزة (الغائرة) وطريقة الطباعة الفلكسوغرافية والطباعة المسامية وغيرها………. ان صناعة أحبار الطباعة المستخدمة حاليا تتطلب عديدا من المهارات والتقنيات. فالحبر مركب كيميائي أساسا، والأنواع المختلفة منه لها خواص محددة ويصنع الحبر من العديد من المواد الطبيعية والمصنعة وذلك في مصانع حديثة ذات كفاءة عالية تعتمد على أحدث الآلات بواسطة الكمبيوتر بالإضافة الى خبرة حرفيين مهرة من اثني عشر اختصاصا.
ولذلك فان صناع الحبر الآن لابد أن يستعين بالكيميائيين والفيزيائيين والمهندسين وفنيي الألوان والعمال المهرة وعلماء الأبحاث. أن أحبار الطباعة هي منتجات مصنعة وفقا لطلبات المستهلك ويقدر أن هناك على وجه التقريب مليون تركيبة جديدة تحضر كل سنة، وأن هناك من 4 الى 5 ملايين تركيبة محفوظة بالملفات ويعتمد نجاح أو فشل أي شركة مصنعة للأحبار على قدرتها على صياغة تركيبة للحبر تلائم المستهلك. فكل تركيبة جديدة هي أساس منتج جديد يتطلب معالجة فردية تشمل حساب التكلفة ويشكل هذا عامل تنافس يتطلب من كل صانع أحبار أن يحرص على عدم تسرب المعلومات الخاصة بتركيبته.
وتتكون أحبار الطباعة من مزيج من ثلاث مكونات أساسية هي: 1- مادة حاملة. 2- صبغة. 3- مادة مجففة. وهناك مكونات أخرى تضاف لكي تكسب الأحبار مميزات خاصة. والمادة الحاملة تقوم بدورها في حمل الصبغة وكمادة لاصقة تساعد الصبغة في أن تثبت نفسها الى السطح. وكقاعدة أساسية فان كلا من آلة الطباعة ونظام التجفيف يحددان نوع المادة الحاملة المستخدمة. أما الصبغات (عضوية وغير عضوية) فهي التي تقوم بتحديد كثيرا من الخواص المحددة للأحبار مثل الشفافية أو المقاومة الحرارية والكيميائية، وتعتبر المواد الشمعية والزيوت المعدنية والمواد الصمغية والمواد المشتتة وغيرها من الإضافات المتنوعة التي تكسب تركيبة الحبر مميزات خاصة به. وتستخدم على وجه التقريب 5000 مادة خام مختلفة في تركيبات الأحبار، ثمانون بالمئة منها مواد بتروكيماوية، وخمس عشرة بالمئة مشتقات من صناعة الأخشاب. وتدل أرقام المكتب الأمريكي للإحصاء على أنه يوجد في الولايات المتحدة حوالي 200 شركة لصناعة أحبار الطباعة تنتج أحبارا في 500 مصنع تقريبا موزعة على أنحاء البلاد
اترك تعليقاً